بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
سحر العيون | ||||
نور المحبة | ||||
Le king casanova | ||||
djomilano | ||||
oussama.dz | ||||
يونس | ||||
le mistro | ||||
green eyes | ||||
blackwidow | ||||
ملاك هدى |
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 66 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو wolf1 silver فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 1900 مساهمة في هذا المنتدى في 1411 موضوع
رااائعة امرئ القيس : تعلق قلبي طفلة " نادي قالت لي السمراء "
صفحة 1 من اصل 1
رااائعة امرئ القيس : تعلق قلبي طفلة " نادي قالت لي السمراء "
حفل الشعر العربي القديم بالعديد من القصائد المنسوبة الى بعض الشعراء، اذ لم يسلم منها اكثرهم نسبة او انتحالا والمطلع على هذه القصائد يقف وقفه تأمل لا تخلو من حيرة وتردد للحكم عليها رفضا او قبولا او شكا، ان وجود هذه القصائد التي ضاع نسبها الحقيقي في تلك المرحلة الموغلة في القدم يعود لاسباب واضحة منها: ندرة التدوين في ذلك العصر واعتماد الناس على رواية الشعر على المشافهة والحفظ في الذاكرة وهي مسألة لا تعدو ان تتعرض للكثير من الخلط والالتباس.. وامرؤ القيس واحد من هؤلاء الشعراء الذين نسبت اليهم بعض القصائد الرائعة لا سيما القصيدة التي اشتهرت غنائيا بعنوان (تعلق قلبي طفلة عربية)، والروعة التي تكمن فيها تأتي من كونها مغناة اطربت الكثير من عشاق هذا اللون من الشعروهذه القصيدة المنسوبة الى امرئ القيس (تتشكل في مجموعة ابياتها وثيقة شعرية عاطفية فريدة تعطي لحنا اساسيا ممتدا متعدد الايقاعات والانغام لتعبير الشاعر العربي عن تجربة الحب) وما اروعه من تعبير فكيف منسوبه لامرئ القيس وهو امير شعراء الجاهلية (وقد نهج امرؤ القيس نهجا في الشعر اتبعه سائر الشعراء من بعده وهو اول من وقف واستوقف وبكى واستبكى وهو اول من ارسى قواعد شعر المعلقات اذا صح ان للمعلقات قواعد عامة) فعلى الرغم من انه شب في بيت رفيع العماد الا انه عاش شريدا طريدا بسبب انشغاله بالصيد وانغماسه بالخمرة والمجون ومطاردته النساء ولقد لقي حتفه بعيدا عن دياره في انقرة. وقصيدة (تعلق قلبي طفلة عربية) على الرغم من كونها من اروع القصائد الغزلية المغناة الا ان غالبية ابياتها هي اشبه بمقطوعات شعرية وصفية فهي لا تكاد تخرج عن (وصف احياء عايشت الانسان وشاركته بيئته) سواء اكانت هذه الاحياء اليفة ام مؤذية ضارية فضلا عن وصفه الرائع للمرأة على وجه الخصوص وهذا دليل على اهتمام الشعراء بوصف بيئتهم العربية بمختلف الوانها لانها اشتهرت باوصاف وموضوعات متنوعة وعديدة للانسان وما يحيط به من اشياء ذات صلة بحياته من مألوف الحيوان ووحشية . حقيقة لا نجد شاعرا قد وصف المرأة بمختلف البيئات العربية مثله بهذا الوصف الدقيق وهو من خلال تنقله بينها بعد طرده من قبل والده قد اطلع او التقى بالكثير منهن فوصفهن وصفا دقيقا وصادقا صارت اوصافه بعد ذلك قواعد ومعايير للجمال عند المرأة في كل بيئة اتفق عليها كثير من الادباء و هذه القصيدة صادرة عنه ( لأن هناك من يشكك في انتساب القصيدة للشاعر ) مقارنة بمعلقته التي تحمل القافية نفسها ومطلعها: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل كذلك تحمل بعض العبارات والمفردات المشتركة بينهما مثل (راهب متبتل) كما في البيت الاتي: تضيء الظلام بالعشاء كأنها منارة ممسى راهب متبتل وعبارة (مهفهفة بيضاء) كما في البيت الاتي: مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل والقصيدة تتفق الى حد ما مع معانيها وصورها الفنية المتنوعة. و المتأمل في شعر امرئ القيس لا سيما هذه القصيدة المغناة يلمس على الفور ولعه بذكر كل شيء في الطبيعة الذي يقع نظره عليه في البيئة التي يعيش فيها فهو دقيق الملاحظة واسع الخيال وقد تحس ذلك واضحا في قصيدته عندما تقرؤها في ديوانه. فشاعريته خصبة واقتداره اللغوي وحسه المرهف وذوقه الرفيع اعطى للقصيدة لاسيما الغزلية منها والوصفية رونقا وبهاء فقد اخرج قصيدة تتشكل فيها كل الوان الطبيعة وتتآلف كل مكوناتها لتشكل لوحة فنية رائعة فهو ينقلك الى مختلف جوانب الحياة والى تلك البيئة السحيقة في القدم وكانك تتجول فيها وتستمتع بمناظرها الخلابة فينتابك شعور الشاعر نفسه ويخيل لك انك في رحلة ماتعة معه
لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ = مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَـت بِـهِ الطِّيَـلْ
عَفَا غَيـرَ مُرتَـادٍ ومَـرَّ كَسَرحَـبٍ = ومُنخَفَـضٍ طَـام تَنَكَّـرَ واضمَحَـلْ
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَـت = عَلَى غَيرِ سُكَّانٍ وَمَنْ سَكَـنَ ارتَحَـلْ
تَنَطَّـحَ بِالأَطـلالِ مِنـهُ مُـجَلجِـلٌ = أَحَمُّ إِذَا احمَومَـت سحَائِبُـهُ انسَجَـلْ
بِرِيـحٍ وبَـرقٍ لاَحَ بَيـنَ سَحَائِـبٍ = ورَعـدٍ إِذَا ما هَـبَّ هَاتِفـهُ هَطَـلْ
فَأَنبَتَ فِيـهِ مِن غَشَنِـض وغَشنَـضٍ = ورَونَـقِ رَنـدٍ والصَّلَنـدَدِ والأَسـلْ
وفِيهِ القَطَـا والبُـومُ وابـنُ حبَوكَـلِ = وطَيـرُ القَطـاطِ والبَلنـدَدُ والحَجَـلْ
وعُنثُلَـةٌ والـخَـيـثَـوَانُ وبُرسُـلٌ = وفَـرخُ فَرِيـق والـرِّفَلّـةَ والـرفَـلْ
وفِـيـلٌ وأَذيـابٌ وابـنُ خُـوَيـدرٍ = وغَنسَلَـةٌ فِيـهَا الخُفَيعَـانُ قَـد نَـزَلْ
وهَـامٌ وهَمـهَامٌ وطَالِـعُ أَنـجُــدٍ = ومُنحَبِـكُ الرَّوقَيـنِ فِي سَيـرِهِ مَيَـلْ
فَلَـمَّا عَرَفت الـدَّارَ بَعـدَ تَوَهُّمـي = تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَـدَّي وانْهمَـلْ
فَقُلـتُ لَها يا دَارُ سَلمَـى ومَا الَّـذِي = تَمَتَّعـتِ لا بُدِّلـتِ يـا دَارُ بِالبـدَلْ
لَقَد طَالَ مَا أَضحَيـتِ فَقـراً ومَألَفـاً = ومُنتظَـراً لِلحَـىِّ مَن حَـلَّ أَو رحَـلْ
ومَـأوىً لأَبكَـارٍ حِسَـانٍ أَوَانـسٍ = ورُبَّ فَتـىً كالليـثِ مُشتَـهَرِ بَطَـلْ
لَقَد كُنتُ أَسبَـى الغِيدَ أَمـرَدَ نَاشِئـاً = ويَسبِينَنـي مِنهُـنَّ بِالـدَّلِّ والـمُقَـلْ
لَيَـالِـيَ أَسبِـى الغَـانِيَـاتِ بِحُمَّـةٍ = مُعَثـكَـلَـةٍ سَـودَاءَ زَيَّنَـهَا رجَـلْ
كـأَنَّ قَطِيـرَ البَـانِ فِـي عُكنَاتِهَـا = عَلَى مُنثَنـىً والمَنكِبيـنِ عَطَـى رَطِـلْ
تَـعَـلَّـقَ قَلبِـي طَفلَـةً عَـرَبِـيَّـةً = تَنَعـمُ فِي الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُـلَلْ
لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَظَـرَت بِهَـا = إِلـى رَاهِبٍ قَـد صَـامَ للهِ وابتَهَـلْ
لأصبَـحَ مَفتُونـاً مُعَـنًّـى بِحُـبِّـهَا = كَأَن لَمْ يَصُـمْ للهِ يَومـاً ولَمْ يُصَـلْ
أَلا رُبَّ يَـومٍ قَـد لَهَـوتُ بِـذلِّهَـا = إِذَا مَا أَبُوهَـا لَيلَـةً غَـابَ أَو غَفَـلْ
فَقَالَـتِ لأَتـرَابٍ لَهَـا قَـد رَمَيتُـهُ = فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو كَيـفَ يُحتَبَـلْ
أَيَخفَى لَنَا إِنْ كَـانَ فِي اللَّيـلِ دَفنُـهُ = فَقُلنَ وهَل يَخفَـى الـهِلالُ إِذَا أَفَـلْ
قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِـرَ الـذي = تَدَانَت لَهُ الأَشعَـارُ طُـراً فَيَـا لَعَـلْ
لِمَه تَقتُلي المَشهُـورَ والفَـارِسَ الـذي = يُفَلِّـقُ هَامَـاتِ الرِّجَـالِ بِلا وَجَـلْ
أَلا يا بَنِي كِنـدَةَ اقتُلـوا بِابنِ عَمِّكـم = وإِلاّ فَمَـا أَنـتُـم قَبِيـلٌ ولا خَـوَلْ
قَتِيلٌ بِـوَادِي الحُـبِّ مِن غَيـرِ قَاتِـلٍ = ولا مَيِّـتٍ يُعـزَى هُنَـاكَ ولا زُمَـلْ
فَتِـلكَ الَّتـي هَـامَ الفُـؤَادُ بِحُبِّـهَا = مُهفـهَـفَـةٌ بَيضَـاءُ دُرِّيَّـة القُبَـلْ
ولي وَلَهـا فِي النَّـاسِ قَـولٌ وسُمعَـةٌ = ولـي وَلَهَـا فِي كـلِّ نَاحِيَـةٍ مَثَـلْ
كـأَنَّ عَلَـى أَسنَانِهـا بَعـدَ هَجعَـةٍ = سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ فِي القَنـدِ والعَسَـلْ
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشـى تَبختـراً = وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخـنَ فِي زَجَـلْ
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَـت = بِـهِ عِندَ بَـابَ السَّبسَبِيِّيـنَ لانفَصَـلْ
فَهِي هِي وهِي ثُـمَّ هِي هِي وهي وَهِي = مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّـاسِ بالجُمَـلْ
أَلا لا أَلا إِلاَّ لآلاءِ لابِــــــثٍ = ولا لا أَلا إِلا لآلاءِ مَــن رَحَـــلْ
فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَم كَم وكَم وَكَم = قَطَعـتُ الفَيافِـي والمَهَامِـهَ لَمْ أَمَـلْ
وكَافٌ وكَفكـافٌ وكَفِّـي بِكَفِّـهَا = وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انـهَملْ
فَلَـو لَو ولَو لَـو ثُـمَّ لَو لَو ولَو ولَـو = دَنَا دَارُ سَلمَى كُنـتُ أَوَّلَ مَن وَصَـلْ
وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن وَعَن = أُسَائِلُ عَنها كُـلَّ مَن سَـارَ وارتَحَـلْ
وفِي وفِي فِـي ثُـمَّ فِي فِي وفِي وفِـي = وفِي وجنَتَـي سَلمَى أُقَبِّـلُ لَمْ أَمَـلْ
وسَل سَل وسَل سَل ثُـمَّ سَل سَل وسَل = وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فَكَـم أَسَـلْ
وشَنصِل وشَنصِل ثُمَّ شَنصِل عَشَنصَـلٍ = عَلى حاجِبَي سَلمَى يَزِيـنُ مَعَ المُقَـلْ
حِجَـازيَّـة العَينَيـن مَكيَّـةُ الحَشَـا = عِرَاقِيَّـةُ الأَطـرَافِ رُومِيَّـةُ الكَفَـلْ
تِهـامِيَّـةَ الأَبـدانِ عَبسِيَّـةُ اللَمَـى = خُـزَاعِيَّـة الأَسنَـانِ دُرِّيَّـة القبَـلْ
وقُلـتُ لَهـا أَيُّ القَبـائِـل تُنسَبـى = لَعَلِّي بَينَ النَّـاسِ فِي الشِّعرِ كَي أُسَـلْ
فَقالـت أَنَـا كِنـدِيَّـةٌ عَـرَبِـيَّـةٌ = فَقُلـتُ لَها حَاشَا وكَلاَّ وهَـل وبَـلْ
فقَالـت أَنَـا رُومِـيَّـةٌ عَجَـمِـيَّـة = فقُلتُ لَهَا ورخِيز بِباخُـوشَ مِن قُـزَلْ
فَلَـمَّا تَـلاقَينـا وجَـدتُ بَنـانَهـا = مُخَضّبَةً تَحْكِـي الشَوَاعِـلَ بِالشُّعَـلْ
ولاعَبتُها الشِّطرَنـج خَيلـى تَرَادَفَـت = ورُخّى عَليـها دارَ بِالشـاهِ بالعَجَـلْ
فَقَالَـت ومَا هَـذا شَطَـارَة لاعِـبٍ = ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيـلِ هُـوَ الأَجَـلْ
فَنَاصَبتُها مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ عَاجِـلا = مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ
وقَد كَانَ لَعِبِـي كُـلَّ دَسـتٍ بِقُبلَـةٍ = أُقَـبِّـلُ ثَغـراً كَالـهِـلالِ إِذَا أَفَـلْ
فَقَبَّلتُـهَا تِسعـاً وتِسعِيـنَ قُـبـلَـةً = ووَاحِدَةً أُخـرَى وكُنـتُ عَلَى عَجَـلْ
وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّـعَ عِقدُهَـا وحَتَّـى = فَصُوصُ الطَّـوقِ مِن جِيدِهَـا انفَصَـلْ
كأَنَّ فُصُوصَ الطَـوقِ لَمَّـا تَنَاثَـرَت = ضِيَاءُ مَصابِيـحٍ تَطَايَـرنَ عَـن شَعَـلْ
وآخِـرُ قَولِـي مِثـلُ مَـا قَلـتُ أَوَّلاً = لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ
لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ = مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَـت بِـهِ الطِّيَـلْ
عَفَا غَيـرَ مُرتَـادٍ ومَـرَّ كَسَرحَـبٍ = ومُنخَفَـضٍ طَـام تَنَكَّـرَ واضمَحَـلْ
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَـت = عَلَى غَيرِ سُكَّانٍ وَمَنْ سَكَـنَ ارتَحَـلْ
تَنَطَّـحَ بِالأَطـلالِ مِنـهُ مُـجَلجِـلٌ = أَحَمُّ إِذَا احمَومَـت سحَائِبُـهُ انسَجَـلْ
بِرِيـحٍ وبَـرقٍ لاَحَ بَيـنَ سَحَائِـبٍ = ورَعـدٍ إِذَا ما هَـبَّ هَاتِفـهُ هَطَـلْ
فَأَنبَتَ فِيـهِ مِن غَشَنِـض وغَشنَـضٍ = ورَونَـقِ رَنـدٍ والصَّلَنـدَدِ والأَسـلْ
وفِيهِ القَطَـا والبُـومُ وابـنُ حبَوكَـلِ = وطَيـرُ القَطـاطِ والبَلنـدَدُ والحَجَـلْ
وعُنثُلَـةٌ والـخَـيـثَـوَانُ وبُرسُـلٌ = وفَـرخُ فَرِيـق والـرِّفَلّـةَ والـرفَـلْ
وفِـيـلٌ وأَذيـابٌ وابـنُ خُـوَيـدرٍ = وغَنسَلَـةٌ فِيـهَا الخُفَيعَـانُ قَـد نَـزَلْ
وهَـامٌ وهَمـهَامٌ وطَالِـعُ أَنـجُــدٍ = ومُنحَبِـكُ الرَّوقَيـنِ فِي سَيـرِهِ مَيَـلْ
فَلَـمَّا عَرَفت الـدَّارَ بَعـدَ تَوَهُّمـي = تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَـدَّي وانْهمَـلْ
فَقُلـتُ لَها يا دَارُ سَلمَـى ومَا الَّـذِي = تَمَتَّعـتِ لا بُدِّلـتِ يـا دَارُ بِالبـدَلْ
لَقَد طَالَ مَا أَضحَيـتِ فَقـراً ومَألَفـاً = ومُنتظَـراً لِلحَـىِّ مَن حَـلَّ أَو رحَـلْ
ومَـأوىً لأَبكَـارٍ حِسَـانٍ أَوَانـسٍ = ورُبَّ فَتـىً كالليـثِ مُشتَـهَرِ بَطَـلْ
لَقَد كُنتُ أَسبَـى الغِيدَ أَمـرَدَ نَاشِئـاً = ويَسبِينَنـي مِنهُـنَّ بِالـدَّلِّ والـمُقَـلْ
لَيَـالِـيَ أَسبِـى الغَـانِيَـاتِ بِحُمَّـةٍ = مُعَثـكَـلَـةٍ سَـودَاءَ زَيَّنَـهَا رجَـلْ
كـأَنَّ قَطِيـرَ البَـانِ فِـي عُكنَاتِهَـا = عَلَى مُنثَنـىً والمَنكِبيـنِ عَطَـى رَطِـلْ
تَـعَـلَّـقَ قَلبِـي طَفلَـةً عَـرَبِـيَّـةً = تَنَعـمُ فِي الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُـلَلْ
لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَظَـرَت بِهَـا = إِلـى رَاهِبٍ قَـد صَـامَ للهِ وابتَهَـلْ
لأصبَـحَ مَفتُونـاً مُعَـنًّـى بِحُـبِّـهَا = كَأَن لَمْ يَصُـمْ للهِ يَومـاً ولَمْ يُصَـلْ
أَلا رُبَّ يَـومٍ قَـد لَهَـوتُ بِـذلِّهَـا = إِذَا مَا أَبُوهَـا لَيلَـةً غَـابَ أَو غَفَـلْ
فَقَالَـتِ لأَتـرَابٍ لَهَـا قَـد رَمَيتُـهُ = فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو كَيـفَ يُحتَبَـلْ
أَيَخفَى لَنَا إِنْ كَـانَ فِي اللَّيـلِ دَفنُـهُ = فَقُلنَ وهَل يَخفَـى الـهِلالُ إِذَا أَفَـلْ
قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِـرَ الـذي = تَدَانَت لَهُ الأَشعَـارُ طُـراً فَيَـا لَعَـلْ
لِمَه تَقتُلي المَشهُـورَ والفَـارِسَ الـذي = يُفَلِّـقُ هَامَـاتِ الرِّجَـالِ بِلا وَجَـلْ
أَلا يا بَنِي كِنـدَةَ اقتُلـوا بِابنِ عَمِّكـم = وإِلاّ فَمَـا أَنـتُـم قَبِيـلٌ ولا خَـوَلْ
قَتِيلٌ بِـوَادِي الحُـبِّ مِن غَيـرِ قَاتِـلٍ = ولا مَيِّـتٍ يُعـزَى هُنَـاكَ ولا زُمَـلْ
فَتِـلكَ الَّتـي هَـامَ الفُـؤَادُ بِحُبِّـهَا = مُهفـهَـفَـةٌ بَيضَـاءُ دُرِّيَّـة القُبَـلْ
ولي وَلَهـا فِي النَّـاسِ قَـولٌ وسُمعَـةٌ = ولـي وَلَهَـا فِي كـلِّ نَاحِيَـةٍ مَثَـلْ
كـأَنَّ عَلَـى أَسنَانِهـا بَعـدَ هَجعَـةٍ = سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ فِي القَنـدِ والعَسَـلْ
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشـى تَبختـراً = وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخـنَ فِي زَجَـلْ
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَـت = بِـهِ عِندَ بَـابَ السَّبسَبِيِّيـنَ لانفَصَـلْ
فَهِي هِي وهِي ثُـمَّ هِي هِي وهي وَهِي = مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّـاسِ بالجُمَـلْ
أَلا لا أَلا إِلاَّ لآلاءِ لابِــــــثٍ = ولا لا أَلا إِلا لآلاءِ مَــن رَحَـــلْ
فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَم كَم وكَم وَكَم = قَطَعـتُ الفَيافِـي والمَهَامِـهَ لَمْ أَمَـلْ
وكَافٌ وكَفكـافٌ وكَفِّـي بِكَفِّـهَا = وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انـهَملْ
فَلَـو لَو ولَو لَـو ثُـمَّ لَو لَو ولَو ولَـو = دَنَا دَارُ سَلمَى كُنـتُ أَوَّلَ مَن وَصَـلْ
وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن وَعَن = أُسَائِلُ عَنها كُـلَّ مَن سَـارَ وارتَحَـلْ
وفِي وفِي فِـي ثُـمَّ فِي فِي وفِي وفِـي = وفِي وجنَتَـي سَلمَى أُقَبِّـلُ لَمْ أَمَـلْ
وسَل سَل وسَل سَل ثُـمَّ سَل سَل وسَل = وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فَكَـم أَسَـلْ
وشَنصِل وشَنصِل ثُمَّ شَنصِل عَشَنصَـلٍ = عَلى حاجِبَي سَلمَى يَزِيـنُ مَعَ المُقَـلْ
حِجَـازيَّـة العَينَيـن مَكيَّـةُ الحَشَـا = عِرَاقِيَّـةُ الأَطـرَافِ رُومِيَّـةُ الكَفَـلْ
تِهـامِيَّـةَ الأَبـدانِ عَبسِيَّـةُ اللَمَـى = خُـزَاعِيَّـة الأَسنَـانِ دُرِّيَّـة القبَـلْ
وقُلـتُ لَهـا أَيُّ القَبـائِـل تُنسَبـى = لَعَلِّي بَينَ النَّـاسِ فِي الشِّعرِ كَي أُسَـلْ
فَقالـت أَنَـا كِنـدِيَّـةٌ عَـرَبِـيَّـةٌ = فَقُلـتُ لَها حَاشَا وكَلاَّ وهَـل وبَـلْ
فقَالـت أَنَـا رُومِـيَّـةٌ عَجَـمِـيَّـة = فقُلتُ لَهَا ورخِيز بِباخُـوشَ مِن قُـزَلْ
فَلَـمَّا تَـلاقَينـا وجَـدتُ بَنـانَهـا = مُخَضّبَةً تَحْكِـي الشَوَاعِـلَ بِالشُّعَـلْ
ولاعَبتُها الشِّطرَنـج خَيلـى تَرَادَفَـت = ورُخّى عَليـها دارَ بِالشـاهِ بالعَجَـلْ
فَقَالَـت ومَا هَـذا شَطَـارَة لاعِـبٍ = ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيـلِ هُـوَ الأَجَـلْ
فَنَاصَبتُها مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ عَاجِـلا = مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ
وقَد كَانَ لَعِبِـي كُـلَّ دَسـتٍ بِقُبلَـةٍ = أُقَـبِّـلُ ثَغـراً كَالـهِـلالِ إِذَا أَفَـلْ
فَقَبَّلتُـهَا تِسعـاً وتِسعِيـنَ قُـبـلَـةً = ووَاحِدَةً أُخـرَى وكُنـتُ عَلَى عَجَـلْ
وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّـعَ عِقدُهَـا وحَتَّـى = فَصُوصُ الطَّـوقِ مِن جِيدِهَـا انفَصَـلْ
كأَنَّ فُصُوصَ الطَـوقِ لَمَّـا تَنَاثَـرَت = ضِيَاءُ مَصابِيـحٍ تَطَايَـرنَ عَـن شَعَـلْ
وآخِـرُ قَولِـي مِثـلُ مَـا قَلـتُ أَوَّلاً = لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ
منقول بتصرف
لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ = مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَـت بِـهِ الطِّيَـلْ
عَفَا غَيـرَ مُرتَـادٍ ومَـرَّ كَسَرحَـبٍ = ومُنخَفَـضٍ طَـام تَنَكَّـرَ واضمَحَـلْ
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَـت = عَلَى غَيرِ سُكَّانٍ وَمَنْ سَكَـنَ ارتَحَـلْ
تَنَطَّـحَ بِالأَطـلالِ مِنـهُ مُـجَلجِـلٌ = أَحَمُّ إِذَا احمَومَـت سحَائِبُـهُ انسَجَـلْ
بِرِيـحٍ وبَـرقٍ لاَحَ بَيـنَ سَحَائِـبٍ = ورَعـدٍ إِذَا ما هَـبَّ هَاتِفـهُ هَطَـلْ
فَأَنبَتَ فِيـهِ مِن غَشَنِـض وغَشنَـضٍ = ورَونَـقِ رَنـدٍ والصَّلَنـدَدِ والأَسـلْ
وفِيهِ القَطَـا والبُـومُ وابـنُ حبَوكَـلِ = وطَيـرُ القَطـاطِ والبَلنـدَدُ والحَجَـلْ
وعُنثُلَـةٌ والـخَـيـثَـوَانُ وبُرسُـلٌ = وفَـرخُ فَرِيـق والـرِّفَلّـةَ والـرفَـلْ
وفِـيـلٌ وأَذيـابٌ وابـنُ خُـوَيـدرٍ = وغَنسَلَـةٌ فِيـهَا الخُفَيعَـانُ قَـد نَـزَلْ
وهَـامٌ وهَمـهَامٌ وطَالِـعُ أَنـجُــدٍ = ومُنحَبِـكُ الرَّوقَيـنِ فِي سَيـرِهِ مَيَـلْ
فَلَـمَّا عَرَفت الـدَّارَ بَعـدَ تَوَهُّمـي = تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَـدَّي وانْهمَـلْ
فَقُلـتُ لَها يا دَارُ سَلمَـى ومَا الَّـذِي = تَمَتَّعـتِ لا بُدِّلـتِ يـا دَارُ بِالبـدَلْ
لَقَد طَالَ مَا أَضحَيـتِ فَقـراً ومَألَفـاً = ومُنتظَـراً لِلحَـىِّ مَن حَـلَّ أَو رحَـلْ
ومَـأوىً لأَبكَـارٍ حِسَـانٍ أَوَانـسٍ = ورُبَّ فَتـىً كالليـثِ مُشتَـهَرِ بَطَـلْ
لَقَد كُنتُ أَسبَـى الغِيدَ أَمـرَدَ نَاشِئـاً = ويَسبِينَنـي مِنهُـنَّ بِالـدَّلِّ والـمُقَـلْ
لَيَـالِـيَ أَسبِـى الغَـانِيَـاتِ بِحُمَّـةٍ = مُعَثـكَـلَـةٍ سَـودَاءَ زَيَّنَـهَا رجَـلْ
كـأَنَّ قَطِيـرَ البَـانِ فِـي عُكنَاتِهَـا = عَلَى مُنثَنـىً والمَنكِبيـنِ عَطَـى رَطِـلْ
تَـعَـلَّـقَ قَلبِـي طَفلَـةً عَـرَبِـيَّـةً = تَنَعـمُ فِي الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُـلَلْ
لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَظَـرَت بِهَـا = إِلـى رَاهِبٍ قَـد صَـامَ للهِ وابتَهَـلْ
لأصبَـحَ مَفتُونـاً مُعَـنًّـى بِحُـبِّـهَا = كَأَن لَمْ يَصُـمْ للهِ يَومـاً ولَمْ يُصَـلْ
أَلا رُبَّ يَـومٍ قَـد لَهَـوتُ بِـذلِّهَـا = إِذَا مَا أَبُوهَـا لَيلَـةً غَـابَ أَو غَفَـلْ
فَقَالَـتِ لأَتـرَابٍ لَهَـا قَـد رَمَيتُـهُ = فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو كَيـفَ يُحتَبَـلْ
أَيَخفَى لَنَا إِنْ كَـانَ فِي اللَّيـلِ دَفنُـهُ = فَقُلنَ وهَل يَخفَـى الـهِلالُ إِذَا أَفَـلْ
قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِـرَ الـذي = تَدَانَت لَهُ الأَشعَـارُ طُـراً فَيَـا لَعَـلْ
لِمَه تَقتُلي المَشهُـورَ والفَـارِسَ الـذي = يُفَلِّـقُ هَامَـاتِ الرِّجَـالِ بِلا وَجَـلْ
أَلا يا بَنِي كِنـدَةَ اقتُلـوا بِابنِ عَمِّكـم = وإِلاّ فَمَـا أَنـتُـم قَبِيـلٌ ولا خَـوَلْ
قَتِيلٌ بِـوَادِي الحُـبِّ مِن غَيـرِ قَاتِـلٍ = ولا مَيِّـتٍ يُعـزَى هُنَـاكَ ولا زُمَـلْ
فَتِـلكَ الَّتـي هَـامَ الفُـؤَادُ بِحُبِّـهَا = مُهفـهَـفَـةٌ بَيضَـاءُ دُرِّيَّـة القُبَـلْ
ولي وَلَهـا فِي النَّـاسِ قَـولٌ وسُمعَـةٌ = ولـي وَلَهَـا فِي كـلِّ نَاحِيَـةٍ مَثَـلْ
كـأَنَّ عَلَـى أَسنَانِهـا بَعـدَ هَجعَـةٍ = سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ فِي القَنـدِ والعَسَـلْ
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشـى تَبختـراً = وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخـنَ فِي زَجَـلْ
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَـت = بِـهِ عِندَ بَـابَ السَّبسَبِيِّيـنَ لانفَصَـلْ
فَهِي هِي وهِي ثُـمَّ هِي هِي وهي وَهِي = مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّـاسِ بالجُمَـلْ
أَلا لا أَلا إِلاَّ لآلاءِ لابِــــــثٍ = ولا لا أَلا إِلا لآلاءِ مَــن رَحَـــلْ
فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَم كَم وكَم وَكَم = قَطَعـتُ الفَيافِـي والمَهَامِـهَ لَمْ أَمَـلْ
وكَافٌ وكَفكـافٌ وكَفِّـي بِكَفِّـهَا = وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انـهَملْ
فَلَـو لَو ولَو لَـو ثُـمَّ لَو لَو ولَو ولَـو = دَنَا دَارُ سَلمَى كُنـتُ أَوَّلَ مَن وَصَـلْ
وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن وَعَن = أُسَائِلُ عَنها كُـلَّ مَن سَـارَ وارتَحَـلْ
وفِي وفِي فِـي ثُـمَّ فِي فِي وفِي وفِـي = وفِي وجنَتَـي سَلمَى أُقَبِّـلُ لَمْ أَمَـلْ
وسَل سَل وسَل سَل ثُـمَّ سَل سَل وسَل = وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فَكَـم أَسَـلْ
وشَنصِل وشَنصِل ثُمَّ شَنصِل عَشَنصَـلٍ = عَلى حاجِبَي سَلمَى يَزِيـنُ مَعَ المُقَـلْ
حِجَـازيَّـة العَينَيـن مَكيَّـةُ الحَشَـا = عِرَاقِيَّـةُ الأَطـرَافِ رُومِيَّـةُ الكَفَـلْ
تِهـامِيَّـةَ الأَبـدانِ عَبسِيَّـةُ اللَمَـى = خُـزَاعِيَّـة الأَسنَـانِ دُرِّيَّـة القبَـلْ
وقُلـتُ لَهـا أَيُّ القَبـائِـل تُنسَبـى = لَعَلِّي بَينَ النَّـاسِ فِي الشِّعرِ كَي أُسَـلْ
فَقالـت أَنَـا كِنـدِيَّـةٌ عَـرَبِـيَّـةٌ = فَقُلـتُ لَها حَاشَا وكَلاَّ وهَـل وبَـلْ
فقَالـت أَنَـا رُومِـيَّـةٌ عَجَـمِـيَّـة = فقُلتُ لَهَا ورخِيز بِباخُـوشَ مِن قُـزَلْ
فَلَـمَّا تَـلاقَينـا وجَـدتُ بَنـانَهـا = مُخَضّبَةً تَحْكِـي الشَوَاعِـلَ بِالشُّعَـلْ
ولاعَبتُها الشِّطرَنـج خَيلـى تَرَادَفَـت = ورُخّى عَليـها دارَ بِالشـاهِ بالعَجَـلْ
فَقَالَـت ومَا هَـذا شَطَـارَة لاعِـبٍ = ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيـلِ هُـوَ الأَجَـلْ
فَنَاصَبتُها مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ عَاجِـلا = مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ
وقَد كَانَ لَعِبِـي كُـلَّ دَسـتٍ بِقُبلَـةٍ = أُقَـبِّـلُ ثَغـراً كَالـهِـلالِ إِذَا أَفَـلْ
فَقَبَّلتُـهَا تِسعـاً وتِسعِيـنَ قُـبـلَـةً = ووَاحِدَةً أُخـرَى وكُنـتُ عَلَى عَجَـلْ
وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّـعَ عِقدُهَـا وحَتَّـى = فَصُوصُ الطَّـوقِ مِن جِيدِهَـا انفَصَـلْ
كأَنَّ فُصُوصَ الطَـوقِ لَمَّـا تَنَاثَـرَت = ضِيَاءُ مَصابِيـحٍ تَطَايَـرنَ عَـن شَعَـلْ
وآخِـرُ قَولِـي مِثـلُ مَـا قَلـتُ أَوَّلاً = لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ
لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ = مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَـت بِـهِ الطِّيَـلْ
عَفَا غَيـرَ مُرتَـادٍ ومَـرَّ كَسَرحَـبٍ = ومُنخَفَـضٍ طَـام تَنَكَّـرَ واضمَحَـلْ
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَـت = عَلَى غَيرِ سُكَّانٍ وَمَنْ سَكَـنَ ارتَحَـلْ
تَنَطَّـحَ بِالأَطـلالِ مِنـهُ مُـجَلجِـلٌ = أَحَمُّ إِذَا احمَومَـت سحَائِبُـهُ انسَجَـلْ
بِرِيـحٍ وبَـرقٍ لاَحَ بَيـنَ سَحَائِـبٍ = ورَعـدٍ إِذَا ما هَـبَّ هَاتِفـهُ هَطَـلْ
فَأَنبَتَ فِيـهِ مِن غَشَنِـض وغَشنَـضٍ = ورَونَـقِ رَنـدٍ والصَّلَنـدَدِ والأَسـلْ
وفِيهِ القَطَـا والبُـومُ وابـنُ حبَوكَـلِ = وطَيـرُ القَطـاطِ والبَلنـدَدُ والحَجَـلْ
وعُنثُلَـةٌ والـخَـيـثَـوَانُ وبُرسُـلٌ = وفَـرخُ فَرِيـق والـرِّفَلّـةَ والـرفَـلْ
وفِـيـلٌ وأَذيـابٌ وابـنُ خُـوَيـدرٍ = وغَنسَلَـةٌ فِيـهَا الخُفَيعَـانُ قَـد نَـزَلْ
وهَـامٌ وهَمـهَامٌ وطَالِـعُ أَنـجُــدٍ = ومُنحَبِـكُ الرَّوقَيـنِ فِي سَيـرِهِ مَيَـلْ
فَلَـمَّا عَرَفت الـدَّارَ بَعـدَ تَوَهُّمـي = تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَـدَّي وانْهمَـلْ
فَقُلـتُ لَها يا دَارُ سَلمَـى ومَا الَّـذِي = تَمَتَّعـتِ لا بُدِّلـتِ يـا دَارُ بِالبـدَلْ
لَقَد طَالَ مَا أَضحَيـتِ فَقـراً ومَألَفـاً = ومُنتظَـراً لِلحَـىِّ مَن حَـلَّ أَو رحَـلْ
ومَـأوىً لأَبكَـارٍ حِسَـانٍ أَوَانـسٍ = ورُبَّ فَتـىً كالليـثِ مُشتَـهَرِ بَطَـلْ
لَقَد كُنتُ أَسبَـى الغِيدَ أَمـرَدَ نَاشِئـاً = ويَسبِينَنـي مِنهُـنَّ بِالـدَّلِّ والـمُقَـلْ
لَيَـالِـيَ أَسبِـى الغَـانِيَـاتِ بِحُمَّـةٍ = مُعَثـكَـلَـةٍ سَـودَاءَ زَيَّنَـهَا رجَـلْ
كـأَنَّ قَطِيـرَ البَـانِ فِـي عُكنَاتِهَـا = عَلَى مُنثَنـىً والمَنكِبيـنِ عَطَـى رَطِـلْ
تَـعَـلَّـقَ قَلبِـي طَفلَـةً عَـرَبِـيَّـةً = تَنَعـمُ فِي الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُـلَلْ
لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَظَـرَت بِهَـا = إِلـى رَاهِبٍ قَـد صَـامَ للهِ وابتَهَـلْ
لأصبَـحَ مَفتُونـاً مُعَـنًّـى بِحُـبِّـهَا = كَأَن لَمْ يَصُـمْ للهِ يَومـاً ولَمْ يُصَـلْ
أَلا رُبَّ يَـومٍ قَـد لَهَـوتُ بِـذلِّهَـا = إِذَا مَا أَبُوهَـا لَيلَـةً غَـابَ أَو غَفَـلْ
فَقَالَـتِ لأَتـرَابٍ لَهَـا قَـد رَمَيتُـهُ = فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو كَيـفَ يُحتَبَـلْ
أَيَخفَى لَنَا إِنْ كَـانَ فِي اللَّيـلِ دَفنُـهُ = فَقُلنَ وهَل يَخفَـى الـهِلالُ إِذَا أَفَـلْ
قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِـرَ الـذي = تَدَانَت لَهُ الأَشعَـارُ طُـراً فَيَـا لَعَـلْ
لِمَه تَقتُلي المَشهُـورَ والفَـارِسَ الـذي = يُفَلِّـقُ هَامَـاتِ الرِّجَـالِ بِلا وَجَـلْ
أَلا يا بَنِي كِنـدَةَ اقتُلـوا بِابنِ عَمِّكـم = وإِلاّ فَمَـا أَنـتُـم قَبِيـلٌ ولا خَـوَلْ
قَتِيلٌ بِـوَادِي الحُـبِّ مِن غَيـرِ قَاتِـلٍ = ولا مَيِّـتٍ يُعـزَى هُنَـاكَ ولا زُمَـلْ
فَتِـلكَ الَّتـي هَـامَ الفُـؤَادُ بِحُبِّـهَا = مُهفـهَـفَـةٌ بَيضَـاءُ دُرِّيَّـة القُبَـلْ
ولي وَلَهـا فِي النَّـاسِ قَـولٌ وسُمعَـةٌ = ولـي وَلَهَـا فِي كـلِّ نَاحِيَـةٍ مَثَـلْ
كـأَنَّ عَلَـى أَسنَانِهـا بَعـدَ هَجعَـةٍ = سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ فِي القَنـدِ والعَسَـلْ
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشـى تَبختـراً = وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخـنَ فِي زَجَـلْ
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَـت = بِـهِ عِندَ بَـابَ السَّبسَبِيِّيـنَ لانفَصَـلْ
فَهِي هِي وهِي ثُـمَّ هِي هِي وهي وَهِي = مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّـاسِ بالجُمَـلْ
أَلا لا أَلا إِلاَّ لآلاءِ لابِــــــثٍ = ولا لا أَلا إِلا لآلاءِ مَــن رَحَـــلْ
فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَم كَم وكَم وَكَم = قَطَعـتُ الفَيافِـي والمَهَامِـهَ لَمْ أَمَـلْ
وكَافٌ وكَفكـافٌ وكَفِّـي بِكَفِّـهَا = وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انـهَملْ
فَلَـو لَو ولَو لَـو ثُـمَّ لَو لَو ولَو ولَـو = دَنَا دَارُ سَلمَى كُنـتُ أَوَّلَ مَن وَصَـلْ
وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن وَعَن = أُسَائِلُ عَنها كُـلَّ مَن سَـارَ وارتَحَـلْ
وفِي وفِي فِـي ثُـمَّ فِي فِي وفِي وفِـي = وفِي وجنَتَـي سَلمَى أُقَبِّـلُ لَمْ أَمَـلْ
وسَل سَل وسَل سَل ثُـمَّ سَل سَل وسَل = وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فَكَـم أَسَـلْ
وشَنصِل وشَنصِل ثُمَّ شَنصِل عَشَنصَـلٍ = عَلى حاجِبَي سَلمَى يَزِيـنُ مَعَ المُقَـلْ
حِجَـازيَّـة العَينَيـن مَكيَّـةُ الحَشَـا = عِرَاقِيَّـةُ الأَطـرَافِ رُومِيَّـةُ الكَفَـلْ
تِهـامِيَّـةَ الأَبـدانِ عَبسِيَّـةُ اللَمَـى = خُـزَاعِيَّـة الأَسنَـانِ دُرِّيَّـة القبَـلْ
وقُلـتُ لَهـا أَيُّ القَبـائِـل تُنسَبـى = لَعَلِّي بَينَ النَّـاسِ فِي الشِّعرِ كَي أُسَـلْ
فَقالـت أَنَـا كِنـدِيَّـةٌ عَـرَبِـيَّـةٌ = فَقُلـتُ لَها حَاشَا وكَلاَّ وهَـل وبَـلْ
فقَالـت أَنَـا رُومِـيَّـةٌ عَجَـمِـيَّـة = فقُلتُ لَهَا ورخِيز بِباخُـوشَ مِن قُـزَلْ
فَلَـمَّا تَـلاقَينـا وجَـدتُ بَنـانَهـا = مُخَضّبَةً تَحْكِـي الشَوَاعِـلَ بِالشُّعَـلْ
ولاعَبتُها الشِّطرَنـج خَيلـى تَرَادَفَـت = ورُخّى عَليـها دارَ بِالشـاهِ بالعَجَـلْ
فَقَالَـت ومَا هَـذا شَطَـارَة لاعِـبٍ = ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيـلِ هُـوَ الأَجَـلْ
فَنَاصَبتُها مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ عَاجِـلا = مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ
وقَد كَانَ لَعِبِـي كُـلَّ دَسـتٍ بِقُبلَـةٍ = أُقَـبِّـلُ ثَغـراً كَالـهِـلالِ إِذَا أَفَـلْ
فَقَبَّلتُـهَا تِسعـاً وتِسعِيـنَ قُـبـلَـةً = ووَاحِدَةً أُخـرَى وكُنـتُ عَلَى عَجَـلْ
وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّـعَ عِقدُهَـا وحَتَّـى = فَصُوصُ الطَّـوقِ مِن جِيدِهَـا انفَصَـلْ
كأَنَّ فُصُوصَ الطَـوقِ لَمَّـا تَنَاثَـرَت = ضِيَاءُ مَصابِيـحٍ تَطَايَـرنَ عَـن شَعَـلْ
وآخِـرُ قَولِـي مِثـلُ مَـا قَلـتُ أَوَّلاً = لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ
منقول بتصرف
مواضيع مماثلة
» اغرب نبع ماء في العالم " سبحان الله "
» إسم حبيبتي "غزلان" بقلمي
» خوفـــوني فــإن قلبي قد قـــــــسى !
» جزء من قصيدة شعبية قديمة ...للفنان عمر الزاهي.....مال قلبي
» قصيدة للزير سالم عدي بن ربيعة\نادي عمالقة الفصيح
» إسم حبيبتي "غزلان" بقلمي
» خوفـــوني فــإن قلبي قد قـــــــسى !
» جزء من قصيدة شعبية قديمة ...للفنان عمر الزاهي.....مال قلبي
» قصيدة للزير سالم عدي بن ربيعة\نادي عمالقة الفصيح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 05, 2017 1:47 pm من طرف سحر العيون
» يراقبني عشرة فأين المفر ؟
الجمعة نوفمبر 15, 2013 9:55 am من طرف سحر العيون
» لا ترمى اى قميص قديم بعد اليوم + صور
الإثنين مايو 28, 2012 4:02 pm من طرف سحر العيون
» اسماء الاولاد ومعانيها2
الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 1:17 pm من طرف سحر العيون
» دعاء رهيب للبنات
الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 5:09 pm من طرف سحر العيون
» رســـــــالة أم ( محششه ) الى ابنها في الغربه
الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 5:05 pm من طرف سحر العيون
» يوميات محشش في بطن أمه
الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 4:59 pm من طرف سحر العيون
» نكتـــة النهاردة
الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 4:57 pm من طرف سحر العيون
» أسئله ودك تكفخ الي يقولها هع
الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 4:40 pm من طرف سحر العيون