زواج بلا حب...

من طرف **سحر العيون** الأحد أبريل 04, 2010 5:19 am

جو بارد الليل جاوز منتصفه والسكون خيم على شوارع

المدينة الصغيرة , فبدأ يلوح له وقت دخول البيت.........

لقد أصبح يخاف هذه اللحظة ...فكلما رآى وجه زوجته

يعدبه ضميره ويقتله الإحساس بالدنب.

وتتزاحم التساؤلا ت في نفسه . أيمكن أن يصارحها بأنه

يحب غيرها ؟ أم يكتم السر ويعيش معها في نفاق ورياء؟

فليس من عاداته أن يتلاعب بعواطف الجني الأخر ولم يكن زير نساء..

لكنه لم يحب يوما زوجته وهي تعرف ذلك

فقد كان زواجهما مجرد صفقة وقع عليها الآباء.وهما لا

يزالان صبييان لم يبلغا الثامنة عشرة من العمر

فلم يدق طعم الحب وعندما دق بابه وجده متزوجا.

* * * * * * * * * *

كل شيئ جاء خلسة كيف حدث أن أدخلته هذه العيون

في شراك حبها ؟ فوجد نفسه مرتبطا بها قلبا وعقلا.

أصبحت بالنسبة إليه كالهواء الذي يشمه, بدأ ينسى

همومه بين طوق دراعيها كما يكف الرضيع عن البكاء في حضن أمه

عكف في علاقته بها بكل إنسياب

أيقضت سكون حياته كزهرة تكسب لونا وعطراً رغم أنها نبتت في خلاء موحش

والآن أدرك أن اليوم الذي أحب فيه لأول مرة لمح فيه وجه العذاب .

فللحب قبضة لينة الملمس لكنها تقبض على القلوب بكل قوة فتألمها.

* * * * * * * *

زواج بلا حب... 156010love-gif

خرج من مكتبه تسوقه قدماه ليس به من الهم سوى

إشفاقه على زوجته ولحاله من هذا الهراء

فالسكينة تبيح للنفس ما تسره النفس

وأحاسيس تولدها الشوارع الضيقة والمنازل المظلمة .

وما ذنب حبيبته هل جَنَتْ عليه عندما أوقعته في شراك حبها

أم هو الذي جنى عليها عندماأخضع قلبها بالمحبة

وهو رجل مرتبط .

ومن حيث لا يشعر وجد نفسه في بيت حبيبته ,قابلته

هذه الأخيرة تسيل على شفتيها إبتسامة لطيفة

أمسكت بيده في رقة تداعبها .......وسألته........

مالي أراك اليوم بوجه شاحب متجمد وكأنه يناجي خوفا

من الأشباح الاَّمرئية....؟

أجابها وهو مطأطأ الرأس يفرك في كفيه

- جبيبتي لقد نشات بيننا علاقة صاخبة

مشينا على ضفتها يصاحبنا الحب والأنسة وتناسينا أن على الصفة

الأخرى يوازينا قلب يتألم

إختفت الإبتسامة من على شفتيها فجأة وقالت...

- أتقصد زوجتك ؟

- نعم

- حبيبي أفهم قصدك وأتفهم شعورك..فأنا لا أحاول أن

أظلم زوجتك لكن ليس الزوجان من جنى عليهما الوالدان

الظالمان وعقد قانون طماع على قلبين لم يعرف بعضهما البعض

إنما هناك في أعماق القلب زواج باركه الحب

فما بيننا يفوق قداسة الزواج

أجابها...ولكن أتسوِّغ لي نفسي أن أشتري سعادتي بتعاستها؟

-قاطعته بصوت عال وكأنما توبخه... وهل يجوز لمرأة

أن تستعبد عواطف زوجها لتبقى سعيدة؟

- لكنه ضميري يعذبني كلما جلست لتناول طعامها وكلما

إستيقظت صباحا لأجد ملابسي مكوية وكتبي مرتبة

- قالت وكأنها تحاول تأييده على ضميره.......

لماذا يكون الضمير عذاب لصاحبه ؟...لماذا لا يكون هو العذاب والمعذب...

سكت هنيهة وكأن نفسه قد تعبت من التجوال في دروب التفكير الاَّ متناهية ثم قال ...

حبيبتي بقدر ما أحببتك بقدر ما أكره العيش في رياء و

كذب وخباثة .....فخير لقلبينا الفراق ....وخير لحبنا الموت في صمت...قبل أن تطاله ألسنة الناس

ثم تقدم بخطوات متتاقلة نحو الباب وكأنه ينتظر جوابها قبل أن يخرج.

قالت بصوت ممزوج بشهقات البكاء ....تأكد أنك مهما قلت ومهما فعلت فلن أفهم إلاَّ لغة قلبي ولست مستعدة

أن أخسر رجلا لم أره إلا في أحلام يقضتي.

ودون أن يلتفت أغلق الباب وراءه ونطلق تاركا ما ستسفر عنه الأياَّم.