عويل العرين

ألا عم صباحا أيها الحب

قد شبّ قلبي،

و شاخ نبضي،

و حمائم فمي سبقها السرب

و ها أنذا ابتسمت ..،

قد طردت كل خفافيشك من كهفي

لطمت كل تعاويذها المثلى

و لم يمض موكب من مراسيمك الكبرى

إلا و صفعها الكفّ.

و سنابل صيفك التي اصفرت على رأسي

قد آن أوان حصادها

و زنابق ربيعك التي أتعبت فأسي

ما عادت تلائم حديقة منزلي

و في ظني قد يلائمها السّقف.





ألا عم صباحا أيها الحب

يداي عالقتان بين دفاتري

يراعي مكسور جنب محابري

و الطفل الذي كنْتُهُ

بكتْهُ أمّه .

و العهد الذي صنته

نقضته و خنته ..

الطير الجريح، الذي أصبحته

قد سكت تغريده

و ما جمعته، من حنطة، أضاعه الدرب.



ألا عم صباحا أيها الحب

قد خالفت كل شرائعي

دنست بالذنوب صحائفي

قوانيني، التي حفا في سنها اللب

رميتها وراء ظهرك

و بجهرك، رفعت علم العصيان

بأمرك عابني الشعب

بأمرك داسني الكعب

فاخسأ في هذي القضبان

ما عاد يوقفك العتْبُ.



ألا عم صباحا أيها الحب

بابل الحزينة

هجرتها السكينة

قتلتها النقوش، الدفينة

بابل الحزينة

تنادي: -ثأري !..

من مصر القديمة ، بدأ نهري

في وادي الضياع كان المصب.



ألا عم صباحا أيها الحب

صباحك الوردي، أتت عليه الشمس

غدك المشرق، خانه الأمس

فاهجع، قد جاء المساء..

أسراب القطار راحلة

خلف شرفات الشفق

دمك الأحمر، سال و اندفق

دروبك جاسها الشتاء

دروبك جابها الرعب.



ألا عم صباحا أيها الحب

قد طال بي الليل

.. و غاب القمر،

و سنون الشوق لونها الكدر،

قصص العشق حروفها مدر،

ما عاد يخيف أحصنتي صهيل الكرى

ما عاد لأكفاني مقبره

عبلة، الجميلة، ماتت و رثاها عنتره

ليلى سباها ابن عمها

و قيس المسكين، هائم على وجهه

في زقاق الحي، تصرخ أشلاؤه المبعثره

جولييت في بيت أبيها باكية

و روميو تحت الشرفة جثة معفّره

سندريلة رحلت، مسرعة تاركة حذائها

سندريلة غادرت بلادها

و الأمير أمام باحة القصر حزين باكٍ

يترقب أخبارها،

ينتظر لقاءها،

قد فاض، بأحزانه القلب

فالوداع.. الوداع أيها الحبّ.